عندما تضعف جدران الأوردة التي تنقل الدم الفاسد من الخصية إلى القلب، أو تضعف صماماتها، سيتراكم الدم داخلها مما يؤدي تتمدد جُدرانها، يعرف هذا المرض باسم دوالي الخصية. يُعد مرض دوالي الخصية أشهر سبب لتأخر الإنجاب، وقد يتساءل بعض الأشخاص: كيف تسبب دوالي الخصية تأخر الإنجاب؟ وهل عملية علاج دوالي الخصيتين خطيرة؟ وكيف يُمكن تفادي مضاعفات عملية دوالي الخصية؟

كيف تؤدي دوالي الخصية إلى تأخر الإنجاب؟

يحدث الحمل عند إخصاب البويضة بحيوان منوي مناسب وذي جودة عالية، وإذا كانت أعداد الحيوانات المنوية قليلة أو جودتها منخفضة، فهذا سيؤدي إلى صعوبة حدوث الحمل.

توجد في الخصية الخلايا المسؤولة عن إفراز هرمون التستوستيرون، وهو هرمون يُحفز الخصية على تكوين الحيوانات المنوية، لذلك إذا تضررت هذه الخلايا وقل مُعدل إفراز هرمون التستوستيرون، أو فشلت الخصية في تكوين الحيوانات المنوية فإن ذلك سيؤدي إلى تأخر الإنجاب.

تؤدي الإصابة بدوالي الخصية إلى تراكم الدم في الأوردة الموجودة في الخصية، ما يؤدي إلى زيادة الضغط في الخصية ونقص الإمداد الدموي الشرياني المحمل بالأكسجين والغذاء اللازمين لتغذية خلايا الخصية، وهو ما يؤدي إلى تلف تلك الخلايا أو ضعفها. عندما تتلف خلايا الخصية، ينخفض مستوى هرمون التستوستيرون، وبالتالي تنخفض معدلات تكوين الحيوانات المنوية، كما أن الخلايا السليمة المتبقية قد تفرز حيوانات منوية منخفضة الجودة بسبب الضغط الواقع عليها.

إضافة إلى ما سبق، ينبغي التوضيح أن الحيوانات المنوية تعيش في درجة حرارة أقل بمقدار درجتين من درجة حرارة الجسم، ولذلك تتدلى الخصيتين خارج جسم الرَجل، وبناءًا عليه، فإن تراكم الدم داخل الخصيتين وارتفاع درجة حرارتهما يؤثر سلبيًا في كفاءة تكوين الحيوانات المنوية.

هل تؤدي دوالي الخصية إلى تأخر الإنجاب في جميع الحالات؟

هناك بعض الحالات المصابة بدوالي الخصية ولكنها قادرة على الإنجاب، أما مُعظم الرجال المصابين بتلك المشكلة يعانون تأخر الإنجاب، فالأمر يعتمد على كفاءة الخصيتين في إنتاج الحيوانات المنوية ومدى سلامة الحيوانات المنوية التي تم إنتاجها. عمومًا بمجرد الخضوع للعلاج المناسب لدوالي الخصيتين، فإن الشخص يعود لطبيعته مرة أخرى ويكون قادرًا على الإنجاب.

ما هي أعراض دوالي الخصية؟

الشكوى الرئيسية التي تدفع الذكور لاستشارة الطبيب هي تأخر الإنجاب، بالإضافة لذلك، قد يشعر بعض الرجال -تبلغ نسبتهم حوالي 1 – 2% من إجمالي عدد المصابين بدوالي الخصية- بالألم في منطقة الخصية، وقد يتحملون ذلك الألم، لكن أحيانًا يكون الألم شديدًا ويؤثر سلبيًا في نشاطاتهم اليومية.

إنَّ تضخم حجم الخصية وظهور أوردة متضخمة حولها من الأعراض المُصاحبة للإصابة بدوالي الخصية كذلك، وعادةً ما يشبه الأطباء هذا التضخم بكيس الديدان.

يتمثل العلاج الوحيد لدوالي الخصية في التدخل الجراحي تحت إشراف الطبيب المُختص، ويُرشح الأطباء الجراحة الميكروسكوبية كأفضل وسيلة للعلاج. تُرى كيف يُمكن تفادي مضاعفات عملية دوالي الخصية والحصول على أفض نتائج؟ لنتعرف معًا على الإجابة.

دور التشخيص الدقيق في الحد من مضاعفات عملية دوالي الخصية

إنَّ نسبة نجاح عملية دوالي الخصية بالميكروسكوب الجراحي وجهاز الدوبلر (الموجات فوق الصوتية) مرتفعة للغاية، ولكن قبل إجراء العملية يجب التأكد من التشخيص للحصول على أفضل النتائج المُمكنة، وذلك عبر:
أخذ تاريخ مرضي دقيق من المريض حول حدة الألم والأعراض التي يشعر بها، إلى جانب معرفة ما إذا كان أصيب بالتهابات أو خضع لعملية جراحية قبل ذلك أم لا.
الكشف السريري، وهو حجر الأساس في التشخيص ويحتاج إلى خبرة كبيرة من الطبيب لاكتشاف الدوالي.
إجراء بعض الأشعة والفحوصات، مثل: فحص السائل المنوي، وتحليل هرمون التستوستيرون، وتُعد أشعة الدوبلر هي الوسيلة الأدق في تشخيص دوالي الخصية، لأنها تُمكن الطبيب من معرفة درجة الدوالي والتحقق من مدى تأثيرها في حجم ووظيفة الخصية.

إقرأ أيضاً:

انواع عمليات دوالي الخصيه

دور الجراحة الميكروسكوبية في الحد من مضاعفات عملية دوالي الخصية

بعد تأكيد التشخيص، يُحدد الطبيب الطريقة الجراحية التي سيستخدمها في العلاج، إذ توجد طرق جراحية عديدة، ولكن تعد الجراحة الميكروسكوبية هي الأفضل والأدق، وأضاف عليها مركز مصر للذكورة استخدام جهاز الدوبلر الجراحي الذي أعطى نتائج مذهلة في الحد من الآثار السلبية للجراحة.

لا تسبب جراحة علاج دوالي الخصية الميكروسكوبية مضاعفات للمرضى، فهي تمنع إصابة الأنسجة المجاورة للخصية وتُعطي نتائج علاجية جيدة، وتحد من فرص تكرار الإصابة مرة أخرى.

الخلاصة: تعد دوالي الخصية من الأمراض الشائعة التي تُصيب الرجال مؤديةً إلى تأخر الإنجاب، لذا عند الشعور بأعراض دوالي الخصية، يجب استشارة طبيب العقم والذكورة لعلاج المشكلة في مراحلها الأولى وتجنُب الإصابة بالمضاعفات.

هل عملية دوالي الخصية خطيرة؟

إن الإجابة عن سؤال ” هل عملية دوالي الخصية خطيرة؟” تتطلب منا معرفة أن خطورة الجراحة دائمًا ما تختلف وفقًا لظروف كل مريض وما يُواجهه من الأحداث غير المتوقعة في غرفة العمليات، وهنا يجب أن يأتي دور الطبيب ذي الكفاءة الذي سيحرص على الحد من مضاعفات الجراحة عبر عمل كافة الفحوصات للمريض قبل خضوعه للجراحة من أجل الاطمئنان على الوظائف الحيوية للجسم، والتأكد من قابلية إجراء الجراحة.

وعلى كلِ فإن عملية دوالي الخصية ليست خطيرة، ولا تستغرق سوى نصف ساعة تقريبًا وبعدها يمكن للمريض الخروج في نفس اليوم -إن رغب في ذلك-، ولكن الأمر يتطلب الالتزام بتوصيات الطبيب التي تجعل فترة الاستشفاء أقصر، وتساعد المريض على العودة إلى نمط حياته الطبيعي.

تلك التوصيات تشمل:

  • أخذ القسط الكافي من النوم.
  • تجنب المشي إلا بعد مرور أسبوع تقريبًا على العملية.
  • اتباع بعض الأنظمة الغذائية الصحية.
  • الالتزام بجرعات الأدوية حسب توصيات الطبيب المتابع.
  • وضع كيس من الثلج على الخصية من أجل تخفيف الآلام.
  • تجنب غسل الجرح، والحفاظ عليه جافًا.
  • ترك الضمادة اللاصقة على الجرح لمدة أسبوع على الأقل.
  • تجنب الجماع دون استشارة الطبيب.

بجانب ذلك ينبغي الالتزام بمواعيد زيارة الطبيب الدورية، للاطمئنان أن الأمور جميعها تسري كما يجب، كما ينبغي التوضيح أن إزالة الغرز عادة ما تكون بعد مرور 7 إلى 10 أيام تقريبًا من الجراحة، لذلك من الأفضل مراجعة الطبيب دائمًا بعد العملية ومعرفة نمط برنامج المتابعة الطبيّة ومدته حتى تعود إلى نمط حياتك الطبيعي.

وقبل أن نختم المقال، ننوه على ضرورة اختيار طبيب مختص قد أجرى هذا النوع من الجراحات الدقيقة من قبل تفاديًا لمخاطر عملية دوالي الخصية التي قد تشمل ضمور الخصية وتراكم السوائل في منطقة البطن أو تَكَون جلطات في الأوعية الدموية المغذية لمنطقة الخصية.