تتراوح نسبة نجاح الحقن المجهري بين 41 و43 بالمائة، وعندما لا تتجنب المرأة اسباب فشل الحقن المجهرى تنخفض تلك النسبة لتصل إلى إلى 13 أو 18 بالمائة، وهي نسبة منخفضة للغاية، لهذا تخشى بعض السيدات من اللجوء إلى تلك العملية.

من خلال اتباع بعض النصائح وتطبيق بعض الوسائل يمكن للمرأة أن تضمن نجاح الحقن المجهري في أثناء فترة تجهيزها قبل الخضوع للإجراء، فما هي تلك الوسائل التي قد تساعد على تحقيق ذلك؟

ما هو الحقن المجهري ؟

يعتبر الحقن المجهري أدق وسائل الإخصاب المساعد وأكثرها نجاحًا، فهي تقنية تضمن إتمام عمليات الإخصاب بكفاءة دون حدوث أي من المشكلات الوراثية، فهي تُسهم في تفادي إصابة الأطفال بأمراض وراثية عدة، وتحد من احتمالية التحورات الجينية المحتملة.

ونظرًا لتقدم تلك التقنية صار بالإمكان اختيار نوع الجنين والتحكم في عدد الأجنة المطلوب زرعها.

يُجرى الحقن المجهري “أحدث تقنيات زراعة الأجنة داخل الأرحام” عبر تلقيح بويضة ناضجة بأكثر الحيوانات الحيوانات المنوية صحة التي تخلو كُلياً من التشوهات، ومن ثَم
زرع تلك البويضة المخصبة داخل رحم الأم.

ويستغرق إجراء خطوات الحقن المجهري مدة تتراوح بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع لتحضير كلا الزوجين، وقد تختلف تلك المدة بين مركز وآخر بناء على السياسات التي يتبعها كل مركز.

خلال المدة التحضيرية يصف الأطباء للعميلة بعض المنشطات الهرمونية، ثم يتابعون تطور عملية التبويض بواسطة السونار المهبلي، من أجل مراقبة نمو الحويصلات التي تحتوي على البويضات حتى تصل إلى حجم المطلوب الذي يسمح بسحب البويضة وتلقيحها.

وبالنسبة للرجال فهم يخضعون أولًا لتحليلات السائل المنوي من أجل تحديد عدد الحيوانات المنوية ونسبة تشوهها ومعدل لزوجتها، الأمر الذي يُسهم في تحديد كيفية الحصول على تلك الحيوانات المنوية سواء بالطريقة التقليدية أو عبر سحب عينة من الخصية مباشرة.

ويختار الأطباء أفضل عينات الحيوانات المنوية لاستخدامها في تخصيب البويضات الناضجة ومن ثم زرعها داخل الرحم، وينتظر الزوجين حتى اليوم العاشر لإجراء فحص “HCG ” للتأكد من نجاح الإجراء وحدوث الحمل.

لماذا يُفضل الأطباء الاعتماد على الحقن المجهري؟

يعتمد الأطباء على الحقن المجهري كأفضل تقنيات الإخصاب المُساعد لأنه يحقق أفضل النتائج، خاصةً عند علاج الحالات التي تعاني:

  1. انسداد قنوات فالوب وضعف التبويض لدى السيدات.
  2. نقص عدد الحيوانات المنوية أو زيادة معدلات تشوهها ولزوجتها بالنسبة للرجال.

نجاح الحقن المجهري يستدعي الالتزام ببعض النصائح التي يقدمها الأطباء، والتي تُسهم في حدوث الحمل دون مُعيقات.

وسائل رفع نسبة نجاح الحقن المجهري خلال مرحلة التحضير

  • تناول الطعام المفيد الصحي

لا يتطلب تناول وجبة من الطعام غير بضعة دقائق، كما أن تحضيرها لن يحتاج لوقتٍ طويل، لهذا اهتمي -عزيزتي المرأة- بتناول وجبات غذائية صحية ومتوازنة تحتوي على جميع العناصر الغذائية.

أوضحت دراسة نُشرت عام 2017 أن إضافة الخضروات والفواكه والأطعمة الصحية إلى وجبات الطعام تسهم في زيادة جودة السائل المنوي، بالتالي زيادة نسبة نجاح الحقن المجهري، لهذا يمكنك وزوجك إضافة العناصر التالية لوجباتكم الغذائية اليومية:

    • الخضروات.
    • الفواكه.
    • اللحوم منخفضة الدهون، مثل الأسماك والدجاج.
    • الحبوب الكاملة.
    • البقوليات، مثل العدس والفول.
    • منتجات الألبان قليلة الدهون.

ينبغي للزوجين أيضًا تجنب إفراط تناول اللحوم الحمراء والأطعمة المصنعة والسكر والملح، فهذه المكونات تضر بالجسم وتحد -جزئيًا- من نسبة نجاح الحقن المجهري.

  • الحركة المعتدلة والابتعاد عن الإجهاد يساهم في تحقيق حلم الأمومة

قد تتجنب بعض السيدات ممارسة التمارين الرياضية والحركة خوفًا من فشل الحقن المجهري، وفي الحقيقة لا داعي لكل هذا القلق! يُمكنك استشارة الطبيب ومعرفة أنواع التمارين التي يمكنك ممارستها، فالرياضة لا تؤثر سلبًا على العملية طالما كانت معتدلة وغير مجهدة.

  • استخدام المواد الكيميائية المنزلية دون احتياط قد يحد من نسبة نجاح الحقن المجهري

نشرت جمعية الغدد الصماء (The Endocrine Society) دراسة علمية عام 2009 توضح أهمية الانتباه والحذر من المواد الكيميائية التي تُستعمل في المنزل، والتي قد تسبب اضطرابًا في إفرازات الغدد الصماء، ما يؤثر على صحة الجهاز التناسلي والتكوين الجنيني.

بالتالي من الضروري الحرص على الحد من استخدام المواد الكيميائية التالية بما يسهم في رفع نسبة نجاح الحقن المجهري:

    • مادة الفورمالدهيد (Formaldehyde) الموجودة في منتجات طلاء الأظافر الذي يُستخدم كأحد المنتجات التجميلية.
    • مواد البارابين والبنزوفينون (Parabens and benzophenone) الموجودة في المرطبات والصابون.
    • الفثالات (Phthalates) المصنوع منها المواد الأدوات البلاستيكية والأدوات التجميلية المعطرة.
  • تناول الأدوية الطبية دون استشارة طبية خطرٌ قد يمنع الإنجاب

خلال فترة الحقن المجهري ينبغي للمرأة تجنب استعمال الأدوية الطبية من تلقاء نفسها واستشارة الطبيب المختص حتى لا تستعمل دواءً يتسبب في فشل الحقن المجهري، ومن أبرز الأدوية التي ينبغي الحذر منها وعدم استخدامها دون الحصول على استشارة طبية:

    • مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، مثل الأسبرين.
    • أدوية علاج الاكتئاب والقلق المفرط والتقلبات المزاجية الحادة.
    • الأدوية الستيرويدية التي تُستخدم لعلاج مرضى الربو والذئبة.
    • أدوية علاج الصرع.
    • أدوية علاج الغدة الدرقية.
    • العلاج الكيماوي.

إقرأ أيضاً:

عملية الحقن المجهري

هل ينبغي استشارة الطبيب حول تناول المكملات الغذائية؟

تَمِد المكملات الغذائية الجسم بالعناصر الغذائية المفيدة لفترة الحمل، ويُنصح الأطباء بتناولها خاصةً إن شكت المرأة نقص أحد الفيتامينات أو المعادن. تتضمن أشهر المكملات الغذائية الضرورية لصحة الحامل والجنين حمض الفوليك وفيتامين (د).

مع ذلك لا بد ألا تتناول المرأة المكملات الغذائية دون استشارة الطبيب لتحديد الجرعة الدقيقة التي يحتاجها جسمها دون إفراط.

  • النوم الصحي يزيد من نسبة نجاح الحقن المجهري

خلال فترة الحقن المجهري لا بد أن تحظى المرأة بقسطٍ كاف من الراحة والنوم، ويُفضل أن تتراوح عدد ساعات النوم ما بين 7 إلى 8 ساعات، وألا تزيد عن ذلك القدر أو تنقص كما وضحت إحدى الدراسات العلمية التي أُجريت عام 2013.

خلال فترة النوم يفرز الجسم هرمون الميلاتونين الذي يحسن كفاءة النوم وعديد عمليات الجسم الحيوية، ويصل لأعلى معدل له ما بين الساعة التاسعة ومنتصف الليل، لهذا يُعتبر النوم خلال الساعة العاشرة والحادية عشر مساءًا من أفضل ساعات النوم.

ولزيادة كفاءة النوم يمكنكِ أخذ حمام دافئ قبل الخلود للسرير مع تجنب شرب الكافيين قبل 6 ساعات من موعد النوم.

إنَّ اتباع النصائح السابقة قد يسهم في رفع نسبة نجاح الحقن المجهري، ومع ذلك لا يمكنكِ الاستغناء عن شروط نجاح العملية الأساسية مثل اختيار الطبيب المتمرس، لهذا احرصي على اتباع جميع أسباب النجاح حتى تحصلين على النتيجة المرغوبة.