نجاح الحقن المجهري من أول مرة أمل ينتظره الزوجين حينما يقبلان على الخضوع لذلك الإجراء بعد تأخر حدوث الحمل سنوات طوال.

اليوم نستعرض خلال هذا المقال أهم أسباب نجاح الحقن المجهري من أول مرة، كما نتطرق إلى الحديث عن عملية الحقن المجهري بالتفصيل، فتابعوا القراءة.

ما تفاصيل إجراء عملية الحقن المجهري؟

عملية الحقن المجهري إجراء دقيق يعتمد على تنفيذ عدة خطوات متتالية، ولكل خطوة منها احتياطاتها والأدوات المخصصة التي تستخدم خلالها، وتلعب مهارة الطبيب وتطور الأجهزة المستخدمة في الإجراء دورًا كبيرًا في نجاح العملية. دعونا نستعرض الآن مجموعة من أهم خطواتها:

  • تنشيط التبويض: تمتد هذه المرحلة مدة 14 يومًا، خلالها تتناول الزوجة بعض الأدوية الهرمونية التي تساعد على تنشيط المبيضين لإنتاج بويضات ناضجة جاهزة للإخصاب، ويراقب الطبيب المبيض خلال تلك الفترة بالسونار لقياس حجم البويضات ومدى نضجها، ما يساعده على تحديد اليوم الذي يتم فيه سحب تلك البويضات، وهو يجري خلال تلك المرحلة تحليل هرمون “إستروجين” (E2).
  • تجميع البويضات: بعد تنشيط المبيض وإنتاجه بويضات ناضجة، يسحب الطبيب تلك البويضات خلال عملية قصيرة تُجرى تحت تأثير التخدير الموضعي باستخدام بأدوات مخصصة ودقيقة موجهة بالموجات فوق الصوتية، بعدها تحفظ البويضات تحت ظروف محددة تمهيدًا لتخصيبها لاحقًا بالحيوانات المنوية.
  • تجميع الحيوانات المنوية: تُجْمَع الحيوانات المنوية عبر الاستمناء، وقد يلجأ الطبيب المختص إلى سحبها من الخصية حال معاناة الزوج أي مشكلات تؤثر في جودة تلك الحيوانات.
    حقن الحيوان المنوي في البويضة: يُعزل الحيوان المنوي ذو الجودة المرتفعة ثم يُحْقَن داخل “سيتوبلازم” البويضة.
  • ترجيع الأجنة: بعد حقن الحيوان المنوي داخل البويضة تحفظ البويضات المخصبة داخل معمل الأجنة، ثم ينتظر الطبيب مدة تتراوح بين 3 و5 أيام كي تنقسم، وأخيرًا يزرع الطبيب الجنين المتكون داخل رحم الزوجة خلال إجراء بسيط لا يستغرق سوى 10 دقائق.

الاستعدادات قبل الحقن المجهري

يسبق عملية الحقن المجهري مرحلة من الاستعدادات لتهيئة الزوجين المقبلين على الحقن المجهري، وهي مرحلة لا تقل أهمية عن العملية ذاتها، وتستدعي إجراء مجموعة من التحاليل والفحوصات للزوجين من أجل تشخيص سبب العقم وعلاجه لضمان نجاح الحقن المجهري من أول مرة.

وتشمل الفحوصات اللازمة قبل عملية الحقن المجهري:

1- التحاليل الطبية

يخضع الزوجان لمجموعة كبيرة من التحاليل الطبية للكشف عن صحتهم العامة والإنجابية، تتضمن:

  • صورة دم كاملة للزوجين للكشف عن الإصابة المحتملة بالأنيميا أو الأمراض مناعية.
  • تحليل مخزون المبيض: اختبار يهدف إلى معرفة عدد البويضات الموجودة في المبيض التي يمكن تخصيبها، وهو يُجرى باستخدام الموجات الصوتية، أو بواسطة اختبارات الدم.
  • تحليل هرمون “AMH”: يمكن إجراء ذلك التحليل خلال أي يوم من أيام الدورة الشهرية، وانخفاض مستوى الهرمون يشير إلى انخفاض استجابة المبيض للتحفيز.
  • التحليل الهرموني للكشف عن مستوى هرمونات: “FSH” و “E2″ و”LH” و”برولاكتين”.
  • تحليل هرمونات الغدة الدرقية، وهرمون الكورتيزول.

2- فحص السونار للزوجة

يفحص الطبيب الرحم والمبايض مُستخدمًا السونار المهبلي قبل تنشيط المبيضين وفي أثنائه.

3- منظار الرحم

منظار الرحم من الفحوصات الهامة التي يجب الخضوع إليها قبل إجراء عملية الحقن المجهري، وهو يهدف إلى بطانة الرحم لانغراس الجنين، ولذلك الإجراء أهداف تشخيصية أو علاجية كما يأتي:

  • الاستخدام التشخيصي: يشخص الطبيب خلال الإجراء أسباب الإجهاض المتكرر، مثل نمو الأورام الليفية الرحمية.
  • الاستخدام العلاجي: يستخدم الطبيب منظار الرحم قبل إجرائه عملية الحقن المجهري لعلاج التصاقات الرحم، وهي من الحالات المرضية التي تمنع حدوث الحمل لدى السيدات، كما يستخدم أيضًا في إزالة الأورام الليفية الرحمية أو الأورام الحميدة.

4- تحليل السائل المنوي للزوج

تحليل السائل المنوي للزوج من التحاليل الهامة الهادفة إلى التأكد من جودة الحيوانات المنوية وعددها وحركتها، وإصابتها بالتشوهات من عدمها، إضافة إلى الاطمئنان على قدرة الخصية على إنتاج الحيوانات المنوية، وعلى سلامة الأنابيب الناقلة لها. ويحدد التحليل -أيضًا- كمية السائل المنوي الذي تفرزه غدة البروستاتا.

وتجمع العينة من خلال الاستمناء، ويفضل الامتناع عن القذف قبل جمع العينة فترة تمتد ما بين 2 و5 أيام، وبعد فحص العينة والتأكد من جودتها قد تُحفَظ في بنوك الأجنة لحين قدوم موعد الحقن المجهري.

ما عوامل نجاح الحقن المجهري من أول مرة؟

من أبرز عوامل نجاح الحقن المجهري من أول مرة التالي:

1- اختيار المركز المتخصص: يحتاج إجراء تلك العملية إلى الاستعانة بأطباء يمتلكون خبرة كبيرة في علاج مشكلات العقم وتأخر الإنجاب، ويُِعد اختيار المركز المتخصص الذي يضم نخبة من الأطباء الماهرين، وتتوفر به أحدث التجهيزات الطبية اللازمة لتشخيص سبب العقم قبل البدء في العملية، من أهم عوامل نجاح الحقن المجهري من أول مرة.

2- سن الزوجة: ترتفع نسبة نجاح عملية الحقن المجهري كلما كان سن الزوجة أقل من 35 عامًا، ويرجع ذلك إلى ارتفاع استجابة المبيض للتنشيط قبل إجراء العملية في السن الصغير.

3- جودة وسلامة الحيوانات المنوية والبويضات، والتأكد من علاج جميع المشكلات التي تعيق إجراء عملية الحقن المجهري كما ذكرنا سابقًا.
امتلاك الزوجين حالة نفسية إيجابية ومتفائلة.

4- الالتزام باتباع بعض السلوكيات والعادات الصحية السليمة التي تشمل التالي:

  • الحفاظ على وزن الجسم ضمن النطاق الصحي.
  • الامتناع عن التدخين لتأثيره السلبي تؤثر في جودة الحيوانات المنوية، وعدم تناول المشروبات الكحولية أو تعاطي المخدرات.
  • الاهتمام بتناول الأغذية الصحية.

نصائح ما بعد عملية الحقن المجهري

تشمل النصائح التي يجب على الزوجة الالتزام بها بعد ترجيع الأجنة لضمان نجاح الحقن المجهري من أول مرة الآتي:

  • أخذ قسط من الراحة التامة للمدة التي يحددها الطبيب، وتجنب بذل المجهود الشاق، وممارسة الرياضة.
  • تناول الأدوية التي يصفها الطبيب طبقًا لتعليماته.
  • الحد من تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين، وبعض الأعشاب، مثل القرفة والزنجبيل.
  • الامتناع عن ممارسة العِلاقة الزوجية مدة 14 يومًا، أو كما يحدد الطبيب.
  • التغذية السليمة والإكثار من تناول الخضراوات والفواكه والبروتينات، وتجنب تناول الوجبات السريعة أو الدسمة.

ندعوكم الآن إلى تصفح مدونة موقعنا الطبية للتعرف على المزيد من المعلومات المتعلقة بالحقن المجهري وكيفية علاج مشكلات تأخر الإنجاب المختلفة.