مرور سنوات الزواج دون نجاح أي من محاولات الحمل رغم استمرار العلاقة الزوجية يصيب كثيرًا من الأزواج بالإحباط وفقدان الأمل في تحقق حلم الإنجاب. كان هذا الأمر قبل اكتشاف تقنية الحقن المجهري التي حققت حلم الكثير من الأزواج، وساهمت في علاج كثيرًا من حالات تأخر الإنجاب.
في هذا المقال نستعرض أهم معلومات عن الحقن المجهرى والفئات المرشحة للخضوع لهذه العملية والعوامل التي تساهم في نجاح محاولات الحمل بالحقن المجهري.

معلومات عن الحقن المجهرى.. تقنية ناجحة في علاج تأخر الإنجاب

كثير من الأزواج لا يدري ما هو الحقن المجهري، وكيف يمكن أن تساعدهم هذه التقنية في التغلب على المعوقات التي تحول دون تحقق حلمهم في الإنجاب. الحقن المجهري هو إحدى تقنيات الحمل المساعد التي تهدف إلى الحصول على أكبر قدر ممكن من البويضات الناضجة والحيوانات المنوية عالية الجودة من الزوجين لتهيئة ظروف معملية مناسبة لعملية الإخصاب الصناعي، ومن ثم تكوين الأجنّة التي تُنقل في ظروف مناسبة لرحم الأم تمهيدًا لاستقبال الخبر السعيد وحدوث الحمل.

معلومات عن الحقن المجهرى.. متى يلجأ الزوجان إلى هذه التقنية؟

يلجأ الأزواج إلى الحقن المجهري عند فشل المحاولات المستمرة للحمل الطبيعي، وذلك لعدة أسباب قد تصيب أحد الزوجين أو كليهما.

الأسباب المتعلقة بالزوجة:

  • انسداد قنوات فالوب.
  • بطانة الرحم المهاجرة.
  • أورام الرحم الليفية.
  • انخفاض مخزون المبيض وضعف التبويض.
  • متلازمة تكيس المبايض.
  • تأخر الإنجاب غير معلوم السبب.

أما بالنسبة للزوج ففي الحالات الآتية:

  • دوالي الخصية غير المستجيبة للعلاج والمؤثرة على جودة السائل المنوي.
  • حالات انعدام الحيوانات المنوية في السائل المنوي.
  • قلة عدد الحيوانات المنوية وضعف الحركة وزيادة نسبة التشوهات.
  • وجود مشكلة في الانتصاب والقذف لدى الزوج تُضعف من عملية الإخصاب الطبيعي.

خطوات دقيقة لـ عمليات حقن مجهري ناجحة

خلال الزيارات الأولى لمركز الحقن المجهري يحرص الطبيب المختص على وضع خطة تصورية يوضح خلالها الخطوات الدقيقة التي سيمر بها كلا الزوجين للوصول إلى حلم الإنجاب بنهاية هذه الرحلة. فجميعها خطوات دقيقة وهامة تنتهي بجنين سليم ومعافى متشبث في بطانة رحم الأم، معلنًا عن رحلة جديدة مع مراحل الحمل والولادة.

لتحقيق عمليات حقن مجهري ناجحة يتبع الأطباء مجموعة من الخطوات الدقيقة أهمها:

إعداد الزوجين

من أهم ما يوضّحه الطبيب من معلومات عن الحقن المجهرى للزوجين هو أهمية فترة الإعداد لكل منهما قبل العملية، لأنها نجاح جميع الخطوات التالية يتوقّف على فترة التحضير.
ويكون الهدف منها هو الحصول على أساس سليم وعالي الكفاءة تُبنى عليه كافة الخطوات القادمة، وهو بويضة ناضجة ذات حجم وشكل مناسب وحيوان منوي ذي كفاءة عالية.

يتبع الطبيب خلال هذه المرحلة مجموعة من الخطوات للحصول على الأساس السليم، من أهمها:

  • معرفة التاريخ المرضى لكلا الزوجين.
  • فحص الزوجة الذي يشمل استكشاف حالة المبايض والرحم.
  • فحص السائل المنوي للزوج.
  • علاج مشكلات الخصوبة التي يعاني منها أحد الزوجين إن وجدت.
  • البدء في برنامج تنشيط التبويض المناسب لحالة الزوجة للحصول على أكبر قدر من البويضات المخصبة ومتابعة التنشيط من خلال الموجات فوق الصوتية.
  • تحديد موعد الإبرة التفجيرية لإطلاق البويضات الناضجة من حويصلتها بعد التأكد من نضجها عبر الموجات فوق الصوتية.

سحب البويضات وعينة السائل المنوي

تُسحب البويضات وعينة السائل المنوي بعد مرور نحو 36 ساعة من الإبرة التفجيرية وتُحفظ معمليًا لحين استخدامها.

حقن البويضة بالحيوان المنوي (الإخصاب المعملي)

تُهيأ ظروف معملية مناسبة لحقن البويضة بالحيوان المنوي وتُحضّن هذه البويضة المخصبة في درجة حرارة مناسبة لنموها وتكوين أجنة من الدرجة الأولى جاهزة للنقل إلى رحم الأم في اليوم الثالث أو الخامس من الإخصاب المعملي.

إرجاع الأجنة

خلال هذه الخطوة تُنقل الأجنة بدقة وتحت ظروف تعقيمية عالية الكفاءة من معامل الأجنة إلى رحم الأم المجهز مسبقًا لاستقبال الأجنة وتحفيزهم على الانغراس والثبات في بطانة الرحم لنجاح عملية الحقن المجهري وختامها بتحقيق حلم الحمل والإنجاب -بإذن الله-.

ومن أهم معلومات عن الحقن المجهرى التي تشغل الزوجين خلال هذه الفترة هو متى تظهر نتائج العملية، والإجابة هي أنه يمكن الكشف عن نتائج العملية بعد مرور نحو أسبوعين من إرجاع الأجنة.

هل عمليه الحقن المجهري صعبه؟

كثير من القلق ينتاب الزوجات عند خضوعهن لعملية الحقن المجهري، ويبقى السؤال الشهير الذي يشغل بالهم “هل عملية الحقن المجهري صعبه ومؤلمة؟” والحقيقة أن الأمر لا يستدعى كل هذا القلق والتوتر، إذ يحرص الأطباء خلال خطوات عملية الحقن المجهري المختلفة على استخدام التخدير الموضعي أو الكلي وبعض المسكنات ومرخيات العضلات للحد من الآلام الناجمة عن تلك الخطوات وتيسير خطوات العملية على كل من الزوجين.

ما هي العوامل المشتركة بين عمليات الحقن المجهري الناجحة؟

نجد أن كثيرًا من عمليات الحقن المجهري الناجحة تشترك في العديد من العوامل التي ساهمت بنسبة كبيرة في رفع نسب النجاح وتفادي أسباب الفشل، من بين أهم هذه العوامل:

  • خبرة ومهارة الفريق الطبي

من أهم عوامل نجاح الحقن المجهري هو دراسة حالة الزوجين وتاريخهم المرضي ووضع بروتوكول العلاج المناسب لهما من قبل فريق طبي ذي خبرة ومهارة عالية، ولديه الكثير من التجارب الناجحة في علاج جميع مشكلات تأخر الإنجاب ونجاح الحقن المجهري.

  • سن الزوجة

فكلما قل سن الزوجة عن 35 عامًا كلما زادت نسب نجاح عملية الحقن المجهري.

  • خضوع الزوجة لبرنامج تنشيط تبويض مناسب لوضعها الصحي

يختلف برنامج تنشيط التبويض من زوجة إلى أخرى تبعًا لوضع المبايض، لذا حصول الزوجة على البرنامج المناسب لحالتها يعد أحد الخطوات الناجحة في رحلة الحقن المجهري.

  • جودة البويضات والحيوانات المنوية

العامل الأساسي الذي يتوقف عليه نجاح العملية هو جودة البويضات والحيوانات المنوية، لذا يعد فحصها بدقة من أهم خطوات التجهيز للحقن المجهري.

  • كفاءة معامل الأجنة

نمو البويضة المخصبة وتكون أجنة من الدرجة الأولى هي خطوة فارقة في نجاح الحقن المجهري، لذا تعد كفاءة معامل الأجنة وجودة الظروف التعقيمية بها من أهم عوامل النجاح أيضًا.

  • التزام الزوجين بكافة تعليمات الفريق الطبي خلال مراحل العملية المختلفة

حرص الزوجين على الالتزام بما يوصي به الطبيب خلال رحلة الحقن المجهري والحفاظ على استقرارهم النفسي من أهم العوامل المساعدة في نجاح العملية وثبات الأجنة في بطانة الرحم.