يتصل بأي عضو نوعان من الأوعية الدموية، أحدهما هو الشريان الذي يحمل الدم من القلب إلى العضو، والآخر هو الوريد الذي يحمل الدم من العضو إلى القلب. يختلف تركيب الشريان عن الوريد، حيث يكون جدار الشريان عبارة عن عضلات ملساء تنقبض وتساعد على سريان الدم، لكن الوريد لا يمتلك عضلات ملساء في جداره، بل يمتلك صمامات تسمح بمرور الدم للقلب، وتمنع عودة الدم في عكس ذلك الاتجاه.

ضعف الأوردة يُسبب تراكم الدم في العضو ويُعرف ذلك باسم الدوالي، ومن أشهر الدوالي هي دوالي الخصية، ويجب العمل على علاج دوالي الخصية مُبكرًا لأنها تؤثر على الصحة الإنجابية للزوج.

لذلك دعنا نناقش في هذا المقال لماذا يجب الاهتمام بمشكلة دوالي الخصية؟ وكيف يمكن علاج دوالي الخصية.

لماذا تنال دوالي الخصية أهمية كبيرة؟

دوالي الخصية هي السبب في نحو 40% إلى 50% من حالات العقم الأولي (وهو عدم القدرة على الإنجاب من بداية الزواج) ومسؤولة عن نحو 80% من حالات العقم الثانوي (وهو عدم القدرة على الإنجاب بعد أن حصل ذلك في وقتٍ سابق). لكن كيف يُمكن لدوالي الخصية أن تُسبب العقم؟

دعنا نوضح لك أمرًا قبل الإجابة عن هذا السؤال، الدم هو المسؤول عن درجة حرارة الجسم، فإذا زاد تدفق الدم في مكان ما فهذا يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة هذا المكان. الدوالي تسبب تراكم الدم في الخصية، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارتها.

على الجانب الآخر توجد الخصية خارج جسم الإنسان لأن درجة حرارتها يجب أن تقل عن درجة حرارة الجسم بمقدار درجتين لتتمكن من إنتاج الحيوانات المنوية.

طرق تأثير دوالي الخصية على الحيوانات المنوية

عند الإصابة بدوالي الخصية يتراكم الدم بها فترتفع درجة حرارتها فتفشل في إنتاج الحيوانات المنوية فيُصاب الشخص بالعقم.

بالإضافة إلى أن تراكم الدم يُزيد من الضغط على خلايا الخصية، مما يقلل من إنتاجها لهرمون التيستوستيرون، ونقص مستوى هذا الهرمون في الجسم يُقلل من إنتاج الحيوانات المنوية، ويقلل من جودتها. بالإضافة إلى أن الدم المتراكم يحتوي على الكثير من السموم التي تؤثر على عمل الخصية عن طريق الخلل الذي يحدث في الجهاز المناعي فتهاجم الأجسام المضادة هذه السموم وخلايا الخصية معًا.

كذلك يمنع تراكم الدم وصول الدم الشرياني لخلايا الخصية، مما ينتج عنه ضعف هذه الخلايا وموت بعضها نتيجة نقص التغذية، مما يؤثر بالسلب على إفراز هرمون الذكورة وإنتاجية الحيوانات المنوية.

هل كل المصابين بالدوالي يعانون تأخر الإنجاب؟

ينبغي الإشارة إلى أنه ليس كل الحالات المُصابة بدوالي الخصيتين يواجهون مشكلات في الخصوبة، فهناك بعض الحالات التي شُخصت بدوالي الخصية من قبل واستطاعوا الإنجاب طبيعيًا دون أي مساعدة.

غالبًا ما يكون تأخر الحمل والإنجاب هو ما يدفع الذكور لفحص الخصية، لأنه لا توجد أعراض خطيرة لدوالي الخصية، فتُسبب ألمًا خفيفًا يستطيع الفرد تحمله، ولا يحدث هذا سوى في 1% إلى 2% من الحالات، وفي بعض الحالات يشتد الألم قليلًا.

ما هو علاج دوالي الخصية؟

علاج دوالي الخصية يتم عن طريق إتلاف الأوردة الضعيفة عن طريق ربطها أو حقن مادة فيها لغلقها، حتى يسير الدم في الأوردة السليمة فقط، ويتم ذلك عن طريق عملية دوالي الخصية الجراحية. توجد بعض الطرق الجراحية التي يمكن أن يعتمد عليها الجراح لإجراء هذه العملية، مثل:

  • الجراحة التقليدية (المفتوحة).
  • جراحة الأشعة التداخلية.
  • جراحة منظار البطن.
  • الجراحة الميكروسكوبية واستخدام الدوبلر، وتُعد أفضل طريقة لـ علاج دوالي الخصية.

استخدام الدوبلر في علاج دوالي الخصية يزيد من نسبة نجاح العملية ويقلل من الآثار الجانبية لها، حيث يسمح الدوبلر للجراح برؤية الشريان الرئيسي المُغذي للخصية وعزله دون أن يتأذى خلال إجراءات العملية، وهذا يحمي خلايا الخصية من نقص الغذاء والتلف أثناء العملية، وكانت هذه أشهر الآثار الجانبية قبل استخدام الدوبلر. لذلك تُعد الجراحات الميكروسكوبية باستخدام الدوبلر من أأمن العمليات الجراحية.

في أثناء إجراء عملية دوالي الخصيتين يتأكد الجراح من عدم وجود مشاكل فيهما معًا، ويُعالج كل الأوردة المُتضررة مرة واحدة حتى يقلل من فرصة تكرار الإصابة مرة أخرى.

إقرأ أيضاً:

المشي بعد عملية دوالي الخصية

مضاعفات عملية دوالي الخصية

قبل وبعد عملية دوالي الخصية

  • قبل إجراء عملية دوالي الخصية يجب أخذ تاريخ مرضي مُفصل من المريض، ومعرفة كل الأدوية التي يتناولها والجراحات التي خضع لها من قبل. كما يقوم الطبيب بطلب بعض الفحوصات والأشعة وأهمهم أشعة دوبلر التي توضح مدى تأثير الدوالي على الخصية، وبعض الفحوصات الأخرى لمعرفة مدى تدهور حالة الخصية وتأثيرها على القدرة الإنجابية، مثل تحليل السائل المنوي وتحليل هرمون الذكورة، بالإضافة لبعض الفحوصات الروتينية مثل فحص الدم ووظائف الكلى والكبد وغيرها لمعرفة هل يستطيع المريض تحمل الجراحة أم لا.
  • وبعد إجراء الجراحة يمكن أن يعود المريض إلى منزله في نفس اليوم، ولكن ينصحه الطبيب بالراحة لمدة يوم حتى يختفي تأثير التخدير، ويمكن أن يعود المريض للعمل والخروج من ثاني يوم. بالنسبة للعلاقة الزوجية فيجب تجنبها لمدة 10 إلى 14 يومًا فقط، وليس أكثر من ذلك حتى لا يُصاب باحتقان في البروستاتا، ويجب الابتعاد عن ممارسة الأنشطة الرياضية العنيفة لمدة شهر كامل على الأقل حتى تلتئم الأنسجة.
  • في النهاية، تأخر الحمل والإنجاب قد يكون بسبب دوالي الخصية، لذلك من الضروري فحص الزوج عند البحث عن سبب تأخر حمل الزوجة، و علاج دوالي الخصية عن طريق عملية الدوالي التي من شأنها أن تساعد على زيادة فرص حدوث الحمل بصورة طبيعية بعد ذلك.
    وينبغي الإشارة إلى ضرورة الكشف عن دوالي الخصية وعلاجها قبل إجراء عملية الحقن المجهري، لأنه بدون علاج دوالي الخصية فإن نسبة فشل الحقن المجهري تكون مرتفعة للغاية، وهناك أبحاث متعددة قارنت بين الحقن المجهري دون علاج الدوالي -في حالة وجودها- وبين علاج الدوالي قبل الحقن، وكانت نسبة النجاح في المجموعة الأخيرة أكثر من الضعف.